عني

بدأت رحلتي مع الجسد في ٢٠١٤

في ٢٠١٠ كنت قد عدت إلى السعودية بعد سنوات ابتعاثي في الولايات المتحدة. لم تكن العودة بالسهولة التي تصورتها. وسرعان ما وجدت نفسي أعاني أزمة وجودية خانقة لا أعرف لها مخرجا.

شعرت بأنني عالق وبلا أمل. وأن ما عرفته قبل الابتعاث وأثناءه لم يعد له قيمة. وجدت صعوبة في التواصل مع نفسي، ولغتي، وديني، ومجتمعي. بعد ٤ سنوات من المحاولة وصلت لآخر ما عرفت. شعرت بأنه لم يعد هناك في يدي أي حيل أخرى ولم يعد هناك أي شيء يمكنني فعله تجاه هذه الحالة الخانقة. راودتني أفكار سوداوية وانتحارية وفقدت أي أمل في التعافي.

زيارة للصحراء قادت لزيارة الأمازون

دعيت حينها إلى رحلة برية إلى الصحراء. كان لأثر هذه الرحلة هدوء عجيب وجدته في نفسي وحالة من الوضوح امتدت في جسدي كلها كأن الرمل قرر أن يحمل عن كل ما حملته من هم.

وما أن انهيت رحلتي حتى وجدتني أرتب خلوة في غابات الأمازون من اربعين يوما. بعيدا كل البعد عن أي مركز من مراكز الحضارة، مختليا بأفكاري، قريبا من الطبيعة ودون أي طريقة للتواصل مع العالم. لا انترنت ولا موبايل ولا كهرباء ولا مياه جارية. تركت كل شيء ورائي في محاولة للتواصل مع نفسي وفهم ما كان يجري لي.

أن تنفصل من أجل أن تتصل

قدمت لي الغابة الملاذ الآمن لأنظر لنفسي وأنظر للحياة والإنسان وأعيد كتابة قصتي. احتضنتني بأشجارها العملاقة ونهرها الجاري فغسلت قلبي وأعادتني طفلا من جديد. بعثت الخفة في روحي والإيمان صدري.

وتعلمت من أبنائها كيف أحط في جسدي وأعيش مستمعا لحكمته. انفتح قلبي لإصغاء عميق لهمس الروح بالأسرار.

الرغبة في إجادة التجربة..الرغبة في نقل التجربة

وشغلني منذ عودتي سؤال كبير: "كيف أجيد هذه التجربة؟ كيف أنقل ما تعلمته في الغابة للآخرين؟" أن أعيش في العالم كأن العالم أمازون كبير. كيف أتجاوز مصاعبه بالطريقة التي تجاوزت بها وحدة الغابة، الجهل الذي شعرت به في الغابة، الخوف، الضيق، الغربة، الشعور بفقد السيطرة؟

وخلال عقد من الزمان التهمت كل ما يمكن التهامه من تعليم يدور حول الجسد والتعامل مع المشاعر والبشر والحياة من خلال الجسد. تقلبت في المدارس المعرفية وصرت مدربا معتمدا في التجربة الجسدية ومقدما محترفا لتمارين تحرير الجسد من الصدمات والتوتر ومزجت بين المعرفة التي عشتها وبين طرق التأمل وأساليب اليقظة العقلية من خلال مدارس الفيباسنا واليقظة العقلية الموحدة - نموذج شن زن يونج Unified Mindfulness.


ساعدت خلال هذه الرحلة العديد من الأفراد والمجموعات. دعمت في جلسات الأياواسكا، وتعلمت فنون التغذية من مدارس الايرفيدا، وتعمقت في دراسة الدروع الجسدية-العضلية، وفهم العلاقات. وعلمت عن الجسد وعلاقته بتقلبات النفس والحياة في جلسات خاصة وعامة كبارا صغارا. أصبح هذا شغف ومعرفة أحب أن أهديها للعالم.. ثمرة الأمازون الجميل.

ماذا أقدّم لك كخبير في العلاقة بين العقل/الجسد

فهم أعمق من النماذج الغربية

ترتكز النماذج الغربية على الفرد. أما النموذج الذي طورته فهو محاورة مستمرة بين الفرد والمجتمع وبناء الصلة والثقة ومساحة التواصل بين الاثنين من خلال الانصات للجسد وبناء المرونة النفسية وفهم أعمق لأدوارنا في الحياة.

اهتمام كامل بالتفاصيل الدقيقة

إنني عندما أنظر لا أرى جسدا منفصلا عن طعامه وعلاقاته ولغته وثقافته وتجربته الروحية. لكل جزء تفاصيله التي أعرف عنها ما يكمل بعضه بعضا أو ما أعرف من يمكنه المساعدة.

هل تبحث عن مرشد؟

ما تعتبره مشاكل نفسية أو صدمات هو في واقع الأمر مهارات مفقودة وصلات بنفسك أو بالعالم مقطوعة.

أبرز أعمالي لعام 2024

قدمت تدريب المقدم اليقظ لأساعد مجموعة من العملاء على التعامل مع مصاعب الوقوف أمام الجمهور من خلال الوعي الجسدي العقلي وتجاوز صعوبات الإلقاء ومخاوفه.

نال هذا التدريب صدى إيجابيا لدى المتدربين ونقلهم من حالة التجمد والخوف المفرط إلى الثقة والقدرة على تحدي المواقف حجمت قدرتهم على الظهور ومشاركة أنفسهم بعفوية وانطلاق.

مشاركتي في جلسة حمامة

قدمت في هذه الجلسة خلاصة تجربتي الروحية والجسدية. ربطت فيها بين العبادات واليقظة والتجربة المحسوسة وكيف يمكن لهذا أن ينقل الإنسان إلى مستويات أعمق من السكينة والتنظيم العصبي.

التجربة كانت فرصة رائعة لعرض منهجيتي في النظر إلى جوانب الحياة المختلفة وكيف تتضافر سويا لتعزيز النمو النفسي والأخلاقي للفرد والمجتمع.